.:: موسوعة ويكيبيديا ::.

.:: أنباء مصورة ::.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

.:: مواقع مختارة ::.

احصائية المواضيع والردود

كيف ولماذا.. تغير تاريخ أعياد وطقوس الجما

تعتبر عيد جما(جمايا) من الأعياد المهمة والأكبر من كل الأعياد في الديانة الايزيدية. وفيها تغفر الخطايا والذنوب.. وتنزل الرحمة والعفو و العطف والخير والبركة.. من عند الله ..خالق الأكوان لعباده. ويستدل فيها الناس على معرفة السنة المقبلة أن كان خيرا أو شرا. وخصبا أو جدبا، وربما الاثنان معا ... جما(جمايا لالش)هي كلمة كردية جما(جم)معناها عند أو إلى عند لالش،(جم لالش) أي نذهب إلى لالش أو زيارة لالش ..والى عهد الشيخ(عدي الهكاري)تغير المصطلح ..وأصبح وصار إلى (جم شيخ عادي) أي إلى عند الشيخ عدي وزيارته. وأيضا تعني كلمة جمايا(جما)بمعنى اللم أو الجمع أو التجمع. وهي جمع القوم عند لالش وبأعداد غفيرة لحضور ألجمايا ومراسيمها المقدسة.
يقع هذا العيد في منتصف السنة الشمسية (الشرقية) تقريبا بخلاف خمسة عشرة ساعة(5ر13)و(24)دقيقة ٍفقط لان السنة تساوي(365)يوما وثلاث(3) ساعات و(48)دقيقة. أي أن تاريخها يأتي بعد عيد سرصال ب(180) درجة وكل درجة تساوي يوما واحدا في دائرة البروج الفلكي .. وبمعنى آخر أن عيد سرصال يقابل تاريخ عيد الجما في الدائرة الزمنية التي يقطعها كوكب الأرض في دورانه حول الشمس، ويشكلان نقطتان على طرفي قطر دائرة المدار التي يرسمها كوكب الأرض في حركته المدارية حول الشمس. وأيضا طقوس و مراسيم القباغ يجب أن يكون في يوم الأربعاء لان فيها قدسيتها ومعناها الأزلي لدى الديانة الايزيدية .. وفي هذا العيد نجد أن كوكب الأرض قد قطع في حركتها المدارية نصف دائرة مدارها حول الشمس، وقد قطع زاوية مستقيمة تساوي (180) درجة.
يبدأ عيد الجما(جمايي) الآن بتاريخ(23/9/) من شهر أيلول الشمسي وحسب التقويم الشمسي من كل سنة. و بتاريخ 6/10/من كل سنة حسب التقويم الميلادي. أو عندما يدخل الشمس إلى برج الميزان وبالتحديد عندما يقطع كوكب الأرض منه (13) درجة في دورتها حول الشمس و في فترة ثلاثة عشر(13) يوما، ما بعد الانقلاب الخريفي مباشرة في/ 23/9/ من شهر أيلول الشمسي من كل عام. وتعد أيام عيد الجما هي سبعة أيام. وأيضا يجب أن تكون يوم تنصيب بري شباكي(تخت أيزيد)وفيما بعد صار(تخت عدي) من شهر تشرين الأول الشمسي ويكون اليوم السادس من سلسلة احتفالات عيد الجما(جمايا)وبعد يوم القباغ. لان بعد انتهاء طقوس القباغ(كاي باغ)وفي ليلة الأربعاء على نهار الخميس يوضع الأخشاب (العودين لتخت أيزيد)في أحواض الماء التي بقرب العين البيضاء(كانيا سبي).لان يوم الخميس سيكون من شهر تشرين الأول. أما الآن فلا وجود لهذه الملاحظة وهذه القدسية في العيد أو الأخذ بها في تحديد يوم تنصيب تخت أيزيد في اليوم السادس من عيد الجما (جمايا)حيث تجرى مراسيم نصب تخت أيزيد في أي يوم كان.. أنها الضرورة والأحكام التي سوف نضيع فيها الكثير ما يربطنا إلى القدم والى التاريخ.
هناك طقوس ومراسيم لعيد الجما تجرى مراسيمها في لالش ينبغي أن تكون مترابطة ومتلازمة في أيامها وبالتحديد التي كانت تجرى سابقا فيها هذه المراسيم.. ولا يجوز تقدمها أو تأخرها أو التلاعب بها بأي شكل من الأشكال مهما كانت الضرورة.... لقدسية تلك المراسيم لدى الايزيدية منذ آلاف السنين والى يومنا هذا... وفيما يلي أهم تلك الطقوس والمراسيم.
(1) القباغ أو الكاباغ(كاي باغ)(كاي بوغ) هذه كلمة كوردية تتكون من مقطعين الأول (كا) أو (كاي)وهي كلمتان يدلان على معنى واحد وتعني الثور.أما المقطع الثاني باغ ( بوغ )وهي أيضا كلمة كردية وتعني البستان.أي كاباغ أو كاي باغ تعني ثور البستان أو الحدائق أو ثور الربيع، والذي يربى في الحدائق والربيع ويأكل الحشائش لكي يسمن. أي الثور الذي يربط في البستان أو الحديقة لغرض الربط ولكي يسمن ويحضر ليوم (قباغ) لذبحه وتقديمه قربانا إلى الإله(شمس)(شمش).
وأيضا هناك تفسير أخر لكلمة (كا) بوغ(كاي بوغ) وتعني بوغ هنا إلى الثور ألخصي، وهي أيضا أشارة إلى التاريخ الفلكي المثرائي المدون على جدران المعابد المثرائية المكتشفة. والعقرب الذي ينهش أعضاء الثور التناسلية المرسومة في الصورة المثرائية. وربما أن كلمة (كاي بوغ) تعني هنا أسم لمنطقة في جنوب لالش تبعد عنها بحولي(45) كم والقريبة من مدينة خرس آباد الآشورية والأثرية.وهي أسم لمنطقة أو قرية بآي بوغ أو كاي بوغ. القريبة من قرية برزان(بحزان)والى الغرب منها. وربما كانوا أنهم يأتون بالثور خصيصا من هذه المنطقة(كاي باغ) ليوم الكاباغ(كاي باغ). لان هذه المناطق وكل المناطق المجاورة كانت تعود في الأصل وتعتبر مناطق وقرى عائدة لسكان وشعوب كانوا يعتنقون الديانة الايزيدية في عهد الدولة الآشورية وما بعد هذه الدولة وما قبل الدولة الآشورية. وما زال يوجد في هذه المنطقة قباب قديمة مهجورة متروكة يشبه القباب الايزيدية، كانت تعود إلى مجتمعات وشعوب اعتنقوا الديانة الايزيدية في هذه المنطقة.
يقام مراسيم وطقوس القباغ في اليوم الخامس من سلسلة أعياد الجما(جمايي)ويجب أن يكون طقوس ومراسيم القباغ في يوم الأربعاء. ومعنى ذلك بأنه قد مضى أربعة أيام من سلسلة حتفالات العيد إلى اليوم الخامس والتي تجري فيها مراسيم القباغ. والتضحية بالثور وتقديمه قربانا إلى الإله الشمس ويذبح في معبد ألإله(الشمس)أو(شيشم) في يوم القباغ. وبعد يوم القباغ يبقى من أيام العيد يومان من سلسلة احتفالات عيد الجما(جمايا). أي يبقى يوم الخميس يوم تنصيب بري شباكي، وكذلك يوم العيد وهو يوم الجمعة. ونرى هنا أن عيد الجما(جمايي) يقع دائما في يوم الجمعة. لان يوم قباغ ملزم بيوم الأربعاء.
يذكرنا هذا الترتيب باعتقاد فلسفة الديانة الايزيدية وكيفية خلق الكون ..وهو أن الله سبحانه الأعظم... خلق الكون في سبعة أيام. يبدأ اليوم الأول من عيد الجما(جمايي)في يوم السبت وينتهي في يوم الجمعة. وهو يوم عيد الجمايي(الجمع). تشير إلى خلق الكون. وأن الله سبحانه تعالى..خلق الكون في ستة أيام وجمع بينهما في اليوم السابع، أي خلق الكون في سبعة أيام. وخلق سبعة ملائكة عظام...وخلق في كل كون سبعة أكوان..وخلق في كل كوكب سبعة كواكب وعدد أيام عيد الجما(جمايا) على غرار خلق الكون.
وهنا تظهر مدى قدسية يوم الأربعاء، وقدسية الملاك طاووس ملك(تاوز)(تموز) الذي خلقه الله.. الأعظم في هذا اليوم ومدى قدسيته في الديانة الايزيدية.
حين يدخل الشمس إلى برج العقرب وهي الزاوية المقابلة لبرج الثور أي بداية فصل الخريف كان الاعتقاد.أنه بذلك الدخول للإله الشمس(الشمس) إلى برج العقرب، يقضي على خصوبة الأرض وضعفها في فصل الخريف بل وفناءها. ودخول كل الكائنات في فترة سبات بعد هذه الفترة. وهي الإشارة التي ترمز إلى العقرب وهو ينهش أعضاء الثور التناسلية في الصورة المرسومة في المعابد المثرائية القديمة المكتشفة. والتي تعود ذلك الصورة المنحوتة على حجر تعود إلى أكثر ثلاثة آلاف سنة. وتعد تاريخا فلكيا دقيقا، لمراسيم وطقوس عيد الجما في العهود القديمة.
ولهذا السبب نجد أن الايزيديين في عيد جما. وفي طقوس يوم القباغ يقدمون الثور تضحية لحركة الأبراج والأفلاك والأزمان. وتقدمه تضحية وقربانا للإله (شمس)(شمش)(شيشم) في يوم الأربعاء وفي طقوس القباغ ويذبح الثور في مرقد (شيشمس) الموجود في لالش. وفي شهر برج العقرب وعند شروق الشمس في هذا البرج. وأيمانا منهم بحركة الأفلاك والكون وخالقها لكي لا تؤثر على الثور الفلكي. وعند شروق الشمس في برج العقرب، وهي النقطة المقابلة لبرج الثور في دائرة البروج الفلكي. وهنا تبدو الوضوح في الحساب الفلكي في هذا العيد(جمايي)لدى المجتمع والديانة الايزيدية.
أي أن حركة كوكب الأرض في وقت دخول الشمس إلى برج العقرب ينقلب إلى مرحلة فلكية ومناخية وزمنية أخرى يتناقض مع المرحلة التي بدأت ما بعد الانقلاب الربيعي والى مرحلة الانقلاب الخريفي ومدتها نصف السنة والذي بدأ فيها النهار تزداد يوما بعد يوما إلى أن أصبح في أقصى مدة لها في يوم (20/6)أنها أشارة إلى شروق الشمس ونضج نمو السنابل وقدوم الخير في نهاية الربيع. ومن ذلك اليوم يبدأ النهار بالتناقص ويطول الليل يوما بعد يوم حتى يتساوى مع النهار ومن ثم تزداد طول الليل إلى أن يصبح في أقصاها وفي(22/9)وهي فترة برج العقرب، وبدأ هذه الحالة حالة تغير المناخ ببداية دخول الشمس إلى برج العقرب. القضاء على الثور والتضحية به في معبد شيشمس والذي روحه من الإله (شمشيم) وتقديمه قربانا له. ما هي ألا تأكيد لذلك الصورة المثرائية المنحوتة على الحجر وفي المعابد المثرائية القديمة.
وأن القربان تقدم للإله(شيشم) في برج العقرب، لإعادة الخصوبة إلى الأرض، ونمو النباتات وظهروها في الربيع وظهور سنابل الحنطة فيها، كما كان نموها في الربيع الماضي ودخول الشمس في برج الثور والإله(شمشيم)(شمش)أشرقت النور فيها للكون والطبيعة وكل الكائنات فيها. وهنا تتضح للقارئ أن التاريخ والمناخ وحساب السنة تحسب من أولها وثم من نصفها، أو أن حساب السنة تحسب عندما يقطع كوكب الأرض من مدارها حول الشمس زاوية قدرها(180).
أن طقوس و مراسيم القباغ يجب أن تكون في يوم الأربعاء.. ولا يجوز في يوم آخر مهما كانت الأسباب والدوافع وراء تلك التغير أو التأخير فيما أذا أجريت .. أو مثلما تحدث الآن حيث التلاعب في مراسيمها بكل الأشكال. وكل الناس يتذكرون تأدية مراسيم القباغ كانت في يوم الأربعاء في السابق.. وفي زمن ليس بالبعيد ، أي في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم.. والتي تظهر مدى تمسك المجتمع رغم الإبادة الجماعية التي كانت تتعرض له خلال أكثر من ألفي سنة من التاريخ.. والشعب الايزيدي حافظت على تلك المبادئ والقيم الإنسانية عبر التاريخ وتقديم التضحيات رخيصة بكل السبل من اجل الحفاظ على تلك المبادئ العظيمة والعريقة .. في تاريخ الإنسان . حيث نجد في التاريخ ظهور العديد من ألا ديان والمعتقدات والنظريات المختلفة.. لم تستطيع مواكبة العصور أمام التغيرات والتطورات التي حدثت وتحدث كل يوم في التاريخ البشري رغم جبروتها وقوتها .. لذالك أصبحت إلى الوراء واندثرت تلك المعتقدات، ونحن الآن وبكل بساطة نأتي ولا نقدر ما عانوا آباءنا وأجدادنا من ظلم واستبداد بسبب ما كانوا يؤمنون به من قيم ومبادئ..
وكيف نأتي آلان ونغير كيفا أتفق في تاريخ طقوسنا وشعائرنا وكما هو الحال في تاريخ عيد الجما.. وفي القباغ فسنة نجده في يوم السبت وأخرى في يوم الأحد وإلى آخر أيام الأسبوع ومعنى ذلك أن تاريخ عيد الجما لكل الأيام غير صحيحة لابد من تصحيح مساراها وتاريخها لتكون معروفة بكل تفاصيلها لدى الايزيديين مهما طالت الزمان.
(2)طقوس السما خلال أيام الجما.
طقوس ومراسيم السما تجري وتؤدي خلال الأيام السبعة لعيد الجما(جمايي)وفي مساء كل ليلة وكان في السابق.. بعد الساعة التسعة مساء والى منتصف الليل ،حيث يبدأ الهدوء في كلي لالش في هذا الوقت تقريبا، وكل الزائرين في كلي لالش قد أخلد إلى النوم والسكينة والراحة باستثناء الذين حضروا إلى جلسة الشيخ عدي(ع) لمشاهدة طقوس السما(سمايا).
والهدوء والسكون يعم المكان المقدس وفي جلسة الشيخ عدي الهكاري(ع)، وظلام الليل الدامس قد حوله ضوء الفتائل المنورة والمقدسة الموضوعة هنا وهناك في الجلسة(الديوان)، ونور فتائل حجر المعرفة (جري معرفتي)والفتائل المحيطة في جلسة الشيخ الجليل(ع)المشعة. تشع نورها بخيوط ضوئية ذهبية براقة ولماعة يخترق الأثير وظلام الليل ويحيى سكونها. ويعطي المكان المقدس الروح والخشوع والهدوء والصبر والطمأنينة ويعطيها نورا أيمانيا مقدسا، وكأن ذلك الفتائل المنورة نجوم ظاهرة في ليلة سماءها صافية تتلألأ فيها النجوم. والجالسين في المكان المقدس وفي السطوح ينظرون إلى الجالسين في الجلسة وبانتظار طقوس السما. وكلهم هادئون من دون حركة و قرقعة أو همسة هنا أو هناك يسمع. وكل الحاضرين أذان صاغية في انتظار وفي تلهف تأدية طقوس ومراسيم(السما) والكل جالسين في صفوف على محيط الجلسة أولها الفقير ذو الملابس والعمامة السوداء، ومن ثم رجال الدين ذو الملابس والعمائم البيضاء، والقوالون ذو الملابس المختلطة بين اللونين الأبيض والأسود.
ويبدو أن روح الإنسان المحبة للخير والسلام ترتاح إلى السكون والى الهدوء والتأمل فيما خلقه الله في هذا الكون. ومن ثم الدعاء للرب ولخالقه وخالق العباد في الليل حيث الهدوء.لان في الليل فيها خصوصية مقدسة والدعاء فيها يعزها ويقدرها نفس الإنسان.
أو أن روح الإنسان لا يحدها شيء في الليل ولا في النهار.حين يطلق في التأمل والخيال في هذا الكون، وأن الروح لا يخاف من الليل ولا من النهار وهي في جسد الإنسان. ولكن نفس الإنسان يخاف من ظلها وهي التي تخاف. ولهذا السبب نجد أن المؤمنين بإرادة الله...يرغبون في الدعاء والعبادة لله... في الليل حيث أفاق الروح تنطلق ولا يحدها حدود وتتسع بوسع الكون. وليس عند الروح وآفاقها حدود لان الروح حالة مطلقة. والحدود توجد عند نفس الإنسان ويخاف من الليل أكثر من النهار،
عملية طقوس ومراسيم(السما) من كل يوم وهي أن مجموعة من رجال الدين ويعدون من (7)سبعة إلى (14)أربعة عشر شخصا من رجال الدين، ينشدون قولا..والقوالون يعزفون الناي(الشباب)،ودق الدفوف و يدورون حول نور المعرفة (جري معرفتي) الواقع قرب باب الشيخ عدي(باب القابي) في جلسة الشيخ الجليل عدي(ع) ونور المعرفة هي تمثل نور الله.. وكل العلوم والمعرفة هي مصدرها من عند الله الأعظم.. وهم يسبحون في أسم الله الأعظم سبحانه وتعالى..خالق الأكوان وينشدون الترانيم الدينية خلال تأدية مراسيم السما...والدعاء إلى الباري..لقومهم ولكل الخيرين في هذا العالم دون استثناء وأن يعم الخير والسلام في ربوع الدنيا ويشمل كل إنسان على سطح كوكب الأرض.
وهذه أشارة واضحة إلى حركة الأفلاك وحركة الكون حول عظمة ونور الله.. وإشارة إلى الملائكة وكل الكائنات في الكون يدورون تبعية حول عظمة الله..أجلالا وإكبارا وعبادة لعظمة الخالق جل جلاله خالق الأكوان. أذن عملية مراسيم وطقوس السما هي تمثيل لحركة الكون ولحركة المجرات فيها وحركة الأجرام السماوية. وحركة الأكوان مجتمعة تدور حول نقطة مركزية للكون أو حول مركز الكون. وأيضا أن في طقوس ومراسيم السما وفي تأديتها تأكيد واعتراف ضمني بأن كل الأجرام السماوية تتحرك في هذا الكون المترامي الأطراف. وكل المجرات تتحرك وتدور حول نقطة ثابتة في الكون. أن الأرض التي نعيش عليها هي أيضا في حركة دائرية تدور حول الشمس. وأيضا هناك أشارة إلى أن المجموعة الشمسية وما فيها من الكواكب السيارة تدور حول نقطة ثابتة بالنسبة لجميع الكواكب وهي الشمس. وهذا ما تظهره مراسيم وطقوس السما عند دوران رجال الدين حول نور المعرفة(جري معرفتي) أثناء تأدية مراسيم وطقوس السما.
(3) بري شباكي(تخت أيزيد)(عدي)عبارة عن عودين طويلين يربط هذين العودين مع بعضهما بحلقات على شكل دوائر مصنوعة من معدن البرونز الأصفر(النحاس) بحيث يصبح كل عود في طرف من التخت ويتوسط بينهما الحلقات النحاسية ويبلغ عددها حوالي(81)حلقة، ومنقسمة على تسعة صفوف أفقية وتسعة عمودية .أنه يشبه الأرض الكون في التكوين. كل صف فيه يتكون من عالمين، وتخت أيزيد على غرار عدد الفضاءات والكائنات في الكرة الأرضية وفي الكون، كل عالم أو فضاء يشبه العالم الذي نعيشه وعلى كوكب الأرض. وكما يصفها ويفسرها فلسفة الديانة الايزيدية بصدد هذا الموضوع، أينما تذهب في الكون أو ذهب روح الإنسان يجد سبعة كواكب أو سبعة عوالم مثل العالم الذي نعيشه وهي على كوكب الأرض وسبعة فضاءأت في داخل الكوكب و الفضاء الواحد. فإذا حل اليوم السادس وقبل اليوم الأخير من عيد الجما(جمايي) وهو يوم الخميس يقام مراسيم وطقوس نصب تخت أيزيد في هذا اليوم. وفي عرفات يوم الخميس يوضع العودين الطويلين في أحواض الماء عند العين البيضاء(كانيا سبي)ويبقى فيها ليلة كاملة وتلك الليلة يجب أن يكون (ليلة نهار) لليوم الأول من شهر تشرين الأول الشمسي. ومن هذه النقطة أو الملاحظة يتبين أن عيد الجما مرتبط بشهر تشرين الأول الشمسي
وأن الشمس في عيد الجما(جمايي) يتهيأ للدخول إلى برج العقرب وهي النقطة المقابلة لبرج الثور وهنا يبدأ الحساب الفلكي وهو القضاء على الثور الأرضي بدلا من الثور السماوي. لان الشمس دخل وسوف تشرق في برج العقرب.وفي هذا الوقت يحدد العام المقبل أن كان خصبا أم جدبا. وهذا ما يظهره حركة تخت(ايزيد)المحمول على الأكتاف وهم يسيرون بين الجموع المحتشدة من البشر وقد جاءا من كل صوب واجتمعوا في ساحة جلسة الشيخ عدي(ع). وصول التخت إلى حوض الماء الموجود إلى الغرب من باب مرقد الشيخ عدي وتعميده في الماء، والرجوع به إلى المكان الذي خرج منه عند باب مرقد الشيخ عدي. من دون عائق استبشروا القوم واستدلوا على خصب السنة المقبلة. أما إذا حالت شدة الازدحام دونه، وعدم وصول تخت أزيد(الإله الشمس)إلى الماء الموجود في الحوض والدوران حوله بسهولة دليل الجدب في السنة المقبلة.
هنا يبدو واضحا أن السنة المقبلة يستدل عليها عند دخول الشمس إلى برج العقرب، وهذا ما تؤكده مراسيم وطقوس نصب تخت أيزيد، وهو حركة الشمس(الإله شمش) في الفضاء. والاعتقاد السائد في ذلك الوقت. أن كوكب الأرض ثابت والشمس وكل الأجرام السماوية تدور حوله هذا ما كان معروفا لدى البابليين.ولكن نجد أن الأرض وكل الأجرام السماوية في حركة مستمرة في الكون أثناء تأدية مراسيم وطقوس السما. أذن أن لهذه الطقوس والمراسيم حسابات فلكية دقيقة جدا. رغم التغير والاختلافات في تاريخ أعياد الجما.
أما الآن نجد أن عيد الجما مرتبط بشهر أيلول الشمسي مثل ما هو مثبت الآن. وهذا يخالف تاريخ لكل الطقوس والمراسيم المقامة في أعياد الجما يجب ولابد من تصحيحها..لان عيد الجما يجب أن يكون من شهر تشرين الأول الشمسي.
(4) يوم الجمعة هو اليوم الأخير من سلسلة احتفالات وأعياد عيد الجما(جمايا)وهو عيد هذه الاعياد وعيد لهذه الاحتفالات والتي بدأها بيوم السبت. وفي أول يوم من عيد الجما تقام مراسيم وطقوس السما(سمايا) في الليل وخلال الأيام السبعة لعيد الجما(جمايي). ولكن في يوم العيد(الجمعة) تقام طقوس ومراسيم السما في صباح العيد. لأنه العيد ونهاية هذه الاحتفالات، وهذه المراسيم تقام بمناسبة عيد الجما. وهي نفس طقوس السما التي كانت تقام في ليالي عيد الجما الستة ابتدأ من يوم السبت والى يوم الخميس يوم تنصيب بري شباكي(تخت أيزيد).
وفي صباح يوم العيد فكل الذين في كلي لالش يزورون مرقد الشيخ عدي, و مزار معبد (الإله شيشم) . وكل الزوار يغادرون كلي لالش ويرجعون إلى مناطقهم والى بيوتهم ولممارسة هذا العيد في بيوتهم وبين أهاليهم.
ومن كل ما تقدم من شرح وتفسير في تواريخ وتأدية طقوس ومراسيم أعياد الجما.. وما يرتبط بها من أحداث ومراسيم في تلك الأيام المحدد لكل طقس معين .وكل التغيرات التي أجريت على تغير تاريخ تأدية تلك الطقوس والمراسيم في أعياد الجما في غير أيامها. نستنتج ما يلي:ـ
1 ـ أن طقوس ومراسيم القباغ يجب أن تكون في يوم الأربعاء، لقدسيتها في الديانة الايزيدية.. ونرى الآن أن طقوسه يمارس في كل الأيام . كيف يجوز ذالك.
2 ـ أن يوم تنصيب (بري شبايكي)(تخت أيزيد)(تخت عدي) يجب أن تكون من اليوم الأول من شهر تشرين الأول الشمسي.لان في عرفات يوم الخميس يوضع العودين الطويلين في أحواض الماء عند العين البيضاء(كانيا سبي) ولابد من شرب هذين العودين ماء تشرين الأول
وهذا قول واضح وصريح في تأدية مراسيم وطقوس نصت التخت..ويجب أن يكون في يوم الخميس ومن شهر تشرين الأول الشمسي.. ويبقى هذين العودين في الأحواض ليلة كاملة وتلك الليلة يجب أن يكون (ليلة نهار) لليوم الأول من شهر تشرين الأول الشمسي.وإذا لم توافق ذالك التاريخ فإنها تؤجل إلى الأسبوع المقبل.. مثل بقي أعياد الديانة الايزيدية .ومن هذه النقطة أو الملاحظة يتبين أن عيد الجما مرتبط بشهر تشرين الأول الشمسي.وليس بشهر أيلول كما نجده قد ثبت في أيام معدودة وبغض النظر عن تلك الأيام أن كانت صحيحة أو غير صحيحة ..وبصورة عامة أن هذه المراسيم والطقوس في عيد الجما ليس في أيامها الصحيحة.
3ـ أن عيد الجما يجب أن يكون دائما في يوم الجمعة ..وليس كما نجده الآن.. فسنة نجده في يوم السبت وآخر في يوم الأحد والى باقي أيام الأسبوع..وكذالك بالنسبة لمراسيم القباغ وبري شبايكي نجده تقام في كل الأيام .. وهذا يخالف يقوله كل الأقوال والأدعية والمقدسات بخصوص ذالك... للديانة والمجتمع الايزيدي. ولابد من مراجعتها من الناحية المرجعية الدينية لتصحيحها ووضع كل هذه الطقوس والمراسيم وتأديتها في أيامها وتواريخها الفلكية الدقيقة . وليس كيفما أتفق أو أدعت الضرورة.. تجرى أحداثها وطقوسها ومراسيمها.. مثلما يحدث الآن. فلابد من تصحيح تأدية تلك المراسيم والطقوس في أيامها الصحيحة والدقيقة .. بغض النظر عن كل الضرورة والأحكام.
المصادر:ــ
(1) الأقوال والأعياد والطقوس والمراسيم للديانة الايزيدية.
(2) التقويم الشمسي (الايزيدي)وتاريخ الاعياد فيها
قاسم مرزا الجندي
25/1/2011 الثلاثاء

0 التعليقات:

.:: ترجم المدونة ::.

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

الكاتب

آخر المواضيع

تجد هنا أرشيف

البوم الصور

المتواجدين حاليا

توقيت بغداد