.:: موسوعة ويكيبيديا ::.

.:: أنباء مصورة ::.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

.:: مواقع مختارة ::.

احصائية المواضيع والردود

أيديولوجية الطبقات الدينية والاجتماعية في الديانة الايزيدية


إن أيديولوجية كل الأديان والنظريات الدينية والفلسفية تتفق وتؤمن بأن جميع الناس سواسية أمام الله.. ولا فرق بين إنسان وآخر إلا بعمل الخير أو الشر للناس ، بغض النظر عن جنسيته ودينه وقوميته …وهذه النقطة هي الركيزة الأساسية في فلسفة كل الأديان والشعوب والأمم على كوكب الأرض ،أذن إن عمل الانسان وما يفعله للناس من خدمة أو شر هو المعيار الرئيسي الذي يحدد نوعية أو نقلة الانسان من درجة الى درجة أو من طبقة الى أخرى مع الآخذ بنظر الاعتبار أن العمل الذي يمارسه الانسان في الاتجاه الايجابي أو السلبي وفي جميع مجالات ونواحي الحياة العامة.الدينية والاجتماعية والأيديولوجية والاقتصادية والسياسية والعلمية …الخ.

وأن كل حدث أو قانون أو تقليد أو ممارسة طقوس دينية أو تمثال أو نصب تذكاري في هذا الكون.. أن لها حادثة أو قصة ورواية تُذكر ويعود إليها سبب أقامة ذالك الشيء أو ذالك الحدث.وعلى سبيل المثال:ـ ما هو السبب الذي وراء قدسية الرقم واحد(1)؟.ولماذا يبحث الانسان عن أصله وشجرته؟ألا يبحث عنها حتى يقول أنا فلان وهذه هي شجرتي وشجرة عائلتي ولست بمستوى العامة.؟لان الأصيل لا يحتاج الى أن يبحث عن أصله لأنه يعرف نفسه جيدا. ولماذا نفضل الأنبياء على كل البشر.؟أليست هذه هي الحقيقة لأنهم حرم كل ملذات الدنيا على نفوسهم وفضلوا الفوز في الآخرة. ولماذا نقدر العلماء ونساويهم مع مرتبة ودرجة الأنبياء.؟أليس لأنهم من طبقة واحدة؟. ولماذا أن كل إنسان في هذه الأرض كان ومازال يجد نفسه وكأنه هو الأفضل والأحسن من الآخرين ويجب أن يكون كل شيء له وليس لغيره وله الطاعة؟ ولماذا وجد القانون؟هل وجد القانون لحماية الانسان من كل ظلم وظالم.؟أم القانون وجد لحماية الأغنياء ولتعاسة الفقراء.؟ وعلى مر الدهور والأزمان كانت هناك دائما طبقة تفضل وتضع نفسها في مقدمة الأمم والشعوب. كما فعل هتلر ووضع وقسم البشر والأمم على هيئة طبقات وفي ترتيب خاص لنفسه أو لقومه.. و ربما قتل شخص واحد وعلى مر التاريخ آلاف من البشر بل الملاين أو تسبب في تجويعهم وتعاستهم وبؤسهم وشقائهم طوال حياتهم ولم يحاسبه أحد ولا حتى القانون الذي وجد من أجل حماية الانسان وحقوقه. بل وعلى العكس من ذالك أدعي ذالك الشخصية البغيضة والقاتلة بحق شعوبها وذالك النموذج السيئ للإنسانية بالبطل والأسطوري والفذ.. وغيرها من الألفاظ المجوفة التعبيرية التي لا يقتنع بها ولا يحتاجها إلا الانسان الضعيف والغير الوفي لقومه وشعبه وذو العقلية الضيقة. والتاريخ خير دليل على هذه النماذج من الشخصيات منذ ظهور الانسان على كوكب الأرض وهؤلاء حول القانون الى سلاح فعال يتسم بالبراءة والعدل في ظاهرها ضد شعوبها وضد الإنسانية.إن الفلاسفة والعباقرة والأنبياء وكل الذين فيهم عنصر الخير استنبطوا وأوجدوا القوانين والنظريات لحماية الانسان من الطغاة ،وأجدوا الاختراعات والانجازات العلمية ووضعوها في خدمة الانسان وحمايتهم من شرور الأشرار والذين فيهم عنصر الشر والبعيدين كل البعد عن الإنسانية والعدل رغم أدعائهم بها .أو الذين يريدون مواكبة الزمن كيفما أتفق أوجدوا كيفية التحايل على القانون ضد العدل. أذن أن الصراع هو مبدأ من مبادئ الحياة العامة منذ الأزل بين عنصر الخير وعنصر الشر لا يمكن التغاضي عنه إلا الى يوم الدين(القيامة)وانتصار عنصر الخير في النهاية وكل إنسان يتعرف على أصله وطبقته وسيرته منذ أن بدأ الكون.

ويبدو أن كل إنسان يعرف نفسه وشخصيته جيدا ولكن لا يظهر بها أو يكشفها أمام الناس ويعرف أي اتجاه في الحياة يسلك، ويعرف مدى قدراته العقلية ودرجة ذكائه… ومقارنة مع الناس من خلال تعامله مع المجتمع أو من خلال محيطه العام مع ما يجد عندهم من قدرات مختلفة…عندها يستطيع إن يضع لنفسه الدرجة المعينة التقديرية له. والذين ساهموا بشكل فعال في تطور تغير هذا العلم نحو الأفضل وفي تتطور مستمر ولهم الفضل الكبير على كل بني البشر لا يمكن الاستغناء عن جهودهم وأعمالهم الجبارة أبدا.. ولم يعرفوه الناس من حوله بل وحتى لم يقدم أليه الناس أي نوع من الاحترام والتقدير أو العون إلا من القلة في بادئ الأمر.؟ إلا بعد أن أوجد ذالك الشيء أو ذالك الانجاز العظيم بفضل الله سبحانه الأعظم. والذين يصنفون تحت هذا الاتجاه هم الأنبياء والعلماء والفلاسفة والأدباء والمفكرين وكل الذين يقدمون التضحية بأغلى ما عندهم في سبيل خدمة الإنسان. هذه هي حقيقة حياة العظماء في التاريخ ؟.ولماذا يفضل أغلبية الأقوام والأمم والشعوب والأديان على أنهم أفضل وأحسن من الشعوب والأقوام الأخرى ،ربما كان هذا السبب الذي أقنع به الانسان نفسه أنه من طبقة والآخرين دون ذالك الطبقة وليس من هذه الطبقة ودونها. وأن نظام الطبقات موجود فعليا بين أبناء الشعوب في هذه الأرض ولكن من دون تسميتها وتعريفها في كل الشعوب والأمم .

هل أن الأنبياء والأولياء وأصحاب الكتب السماوية وأصحاب الكرامات أعطى لهم الله سبحانه الأعظم.. ذالك التقدير وذالك الأفضلية من بين كل الناس لكي يعلموا الناس العلم والإيمان والصواب والأصول والأخلاق والآداب والصبر والعدل والمساواة وكيفية عبادة الله..من دون مقابل واقتنعوا بها الشعوب وهي لخيرهم ولرقُيهم..وكذالك الفلاسفة والعلماء والمفكرين…والذين علموا الإنسانية والأمم على العلم والحقوق والعدالة والمساواة والصبر والمبادئ.. هل يعتبر هؤلاء من عامة الناس.؟وإذا كان الجواب نعم .فإذا قدر للإنسان أو تصور في عقله أن يستغني عن كل ما علمه الأنبياء الى البشر من آداب وأصول وعدل ومساواة.. أو ما قدمه الله للإنسان من خير ونعمة وعلم وفضيلة وعن طريق الأنبياء والرسل …وغيرهم من فعل الخير والمحبة فيما بينهم. ماذا سيحث للناس والأمم والعالم. ولا أتمنى للإنسان هذا الموقف ولكن لكي نفهم بعضنا البعض ولكي يفهم كل واحد منا ويعرف مستواه الفكري والأخلاقي ومكانته بين الشعوب.سوف يرجع هذا التصور الإنسان بأخلاقه و مبادئه الى فترة ظهور المشاعية البدائية وحتى الى العهود التي سبقت ظهور المشاعية بكثير ويصبح العالم وحياة الانسان فوضويا همجيا سيكون منطق الغابة هو المسيطر كما كان هو في العصور الغابرة. ومن المنطقي أذن أن نقول هناك نوع أو طبقة من البشر متميزة عن باقي البشر بكل الصفات وفوق كل الطبقات ويعود لهم الفضل الكبير في حصيلة التطور الإنساني والحضاري والصناعي والتكنولوجي الذي نشهده الآن.

وهل أن الذي أكتشف الكهرباء،والذي أخترع السيارة ،والذي أخترع الراديو،والذي أخترع الاسمنت والذي أكتشف مكونات الذرة والمادة...الخ والذين علموا هؤلاء العظماء وهم طلاب علم كانوا من عامة الناس ووصلوا بهم الى هذه الدرجة الرفيعة من العلم والإيمان ليكونوا فوق كل الطبقات.. وبسبب اكتشافاتهم وانجازاتهم العلمية تأسست في العالم أجمع مدارس لتعليم الأجيال بهذا العلم. هل هؤلاء العلماء هم من عامة الناس.؟وهل أن كل إنسان يستطيع أن يصل الى الدرجة الذي وصوا إليها العلماء؟ فإذا كان الجواب نعم أنهم من عامة الناس وهؤلاء العلماء الذين توصلوا الى ذالك الدرجة من العلم كان بمقدور كل فرد أو إنسان أن يصل الى هذا الشيء أو الى ذالك الاكتشاف والاختراع ؟. وإذا فرضنا أو تصورنا العالم من دون الانجازات العلمية لكل العلماء من اكتشافات واختراعات واستغني عنه الانسان تصورا أو افتراضا،أو أستغني عنه الانسان مثل ما حرم منها الشعب العراقي.. ماذا سيحل بالناس والحضارة والعلم والتقدم .وسوف يرجع الانسان الى عصور ما قبل التاريخ وهذه هي حقيقة يجب أن نعترف بها.أذن أن عمل العلماء الذين يعدون على عدد أصابع اليدين أو ربما أكثر وانجازاتهم العلمية لها قيمة كبيرة جدا لا تقدر بثمن في خدمة الإنسان والاستغناء عنها عندها يعرف الانسان على مدى قيمتها وأهميتها في خدمة وتطور الانسان .وربما لهذا السبب لا يعرف الانسان قيمة الشيء إلا بفقدان الشيء نفسه .

وهل أن كل الذي عمل عملا وأتقنها وأصبح له حرفة ومن بعده أصبحت حرفة لكل الناس.. وكل الذين خططوا وهندسوا في الأعمال والشواهد والآثار والفنون.. في التاريخ الإنساني في هذا الكوكب وكل الذين عملوا بكل صدق وإخلاص، والذين علموا هؤلاء بهذه القيم والأخلاق، هم من عامة الناس؟ولو نأتي ونحصى كل ما يأتي من هذا الجانب للبشرية من خير وذوق وفن ورغبة في العمل يعد كبيرا جدا، ولا يمكن للإنسان أن يستغني عن مثل هذه الإعمال والحرف وعن مثل هذه التربية الصادقة في التعليم أبدا .وهل أن الذين لم يعملوا في اتجاه الخير وعملوا بل وبرعوا في اتجاه الطرق غير المشروعة والشريرة وفي اتجاه الشر، في الاتجاه السلبي للإنسانية كان باستطاعتهم عمل الخير؟ .أو الذين كان ومازال يملكون الملايين بل المليارات من الدولارات والاستثمارات وشركات الإنتاج والعقارات والغنى الفاحش، يستطيعون أن ويوزع ما عندهم من مال على شعوبهم ولو الجزء اليسير منها؟ مثلما فعل وعمل الأنبياء لكل الأمم.. ومثل عمل النبي عيسى(ع)حينما وزع الخبز على الشعب وضحى بروحه من اجلهم.؟ وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.؟بعد كل هذه الأمثلة والأسئلة على الانسان وعلى حياة الانسان وحضارته وعلمه وآدابه وتطوره.. يظهر للقارئ الكريم أن فكرة الطبقات موجودة بين كل الشعوب والأمم رغم أدعاء قادتها بالعدالة والديمقراطية.. المتناقض مع الواقع الأليم لكل هؤلاء الشعوب والأمم.

وفي الديانة الايزيدية نجد أن فكرة الطبقات مستمدة في محتواها وفي تقاسيمها من هذه الأفكار الصادقة والنبيلة والنابعة من عقل إنسان مفكر وفي الاتجاه الصحيح.. رغم التغيرات والانحرافات التاريخية والاجتماعية التي دخلت وأثرت في تسمية هذه الطبقات. وبالرجوع الى محتوى كتاب مصحف الشمس(روذ)المقدس نجد أن الله خلق سبعة من الملائكة العظام وكل ملاك له درجته وحدوده وعظمته وقدرته..أعطاه له الله سبحانه الأعظم ووضع لهم ذالك الدرجة والتقدير.… وفي الديانة الايزيدية أن فكرة الطبقات مستوحاة من هذه الفكرة ومن الإنسان نفسه حيث أن الرأس في الانسان هو المسيطر ثم تأتي الأعضاء الأخرى وكل عضو من الأعضاء له درجته في جسم الانسان.وهكذا يبدو للإنسان أن نظام الطبقات يوحي للفرد بأن هناك نظام للطبقات بين بني البشر ولا يستطيع أحد أن يفرق بين هذه الطبقات بصورة كاملة ودقيقة، قد يفرق بين هذه الطبقات في بعض الجوانب أو ربما يأخذ جوانب مختلفة من هذا التفريق ولا يأخذ جوانب أخرى ولهذا لا يمكن أن يكون دقيقا وكاملا في توزيع الانسان في الطبقات وعلى درجات. كلما تقدم الانسان كلما تبين للعالم مدى الفرق بين هذا الانسان وذالك الانسان وكلما تطور الانسان أكثر أدرك قيمة الانسان وتعرف الى ذالك السلالة ،والى أن يأتي يوم القيامة(الإعلان) عندها يتعرف كل البشر على أصله و طبقته وشجرته وقيمة ذالك الطبقة.

(1) الأعياد والطقوس الدينية الايزيدية.

(2) الكتاب المقدس الشمس(روذ )

(3) الكتب السماوية للاديان.

قاسم مرزا الجندي

8/8/2008 الجمعة

0 التعليقات:

.:: ترجم المدونة ::.

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

الكاتب

آخر المواضيع

تجد هنا أرشيف

البوم الصور

المتواجدين حاليا

توقيت بغداد