.:: موسوعة ويكيبيديا ::.

.:: أنباء مصورة ::.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

.:: مواقع مختارة ::.

احصائية المواضيع والردود

(خدرـ الياس)وحساب السنة بين الناس

يقع هذا العيد(خدرـ الياس)في الأول من شهر شباط(سباط)من التقويم الشرقي(الشمسي)الايزيدي ويعد الشهر الحادي عشر في الحساب الايزيدي. ويجب أن يكون على الأقل يوما واحدا مع يوم العيد من شهر شباط(سباط)في التقويم الشمسي(الايزيدي)وقد نجد في بعض السنين يومان أو الثلاثة معا والعيد من شهر شباط الشمسي بسبب التفاوت والاختلاف بين التقويمين الميلادي والشمسي(الايزيدي). وقد نجد في سنين أخرى يوم العيد وحده من شهر شباط الشمسي(الشرقي). ويكون تاريخ صوم (خدر والياس)في شهر شباط الميلادي ويتناوب ما بين فترة أسبوع أو أكثر وبالتحديد ما بين تاريخي(12ـ 22)من شهر شباط الميلادي.
يستعد الإنسان الايزيدي لهذا الصوم استعدادا روحيا ونفسيا قبل استعداده لفعاليات ومستلزمات هذه الصيام، ويختلف عن كل الأعياد في الديانة والمجتمع الايزيدي ولا يجوز أكل اللحم في هذا الصوم(خدر ـ الياس)ويحرم الذبح وتقديم القرابين في هذه الأيام ويمنع الصيد ويحرم قتل أي كائن كان في هذا الصوم، وهي على عكس كل الأعياد الايزيدية التي يقدم فيها القرابين. وفي هذا الصوم يصوم الإنسان الايزيدي ثلاثة أيام في صوم نبي(خدرـ لياس)عليهما السلام. دون أكل اللحم وألا فلن يقبل ذلك الصوم حسب المعتقد الايزيدي. وقد نجد القلة من الناس ممن يصومون هذه الصيام بدون أكل اللحم في هذه الأيام. والاعتقاد والنظرة الايزيدية في عدم أكل اللحم في هذا الصوم، هو أن الانسان يصبح فكره ونفسه أكثر حرية وتحررا من مغريات الدنيا، وروحه أكثر تفتحا في أفاقها وأكثر أتساعا وشعورا ومراعاة لحقوق الانسان والشعور والإحساس نحو الأخر وبما يعانون هؤلاء من أزمات وصعاب في الحياة. على عكس الذين يملئون بطونهم ولا يشعرون بمعاناة الآخرين وأخيه الانسان وهو يعاني الجوع كل يوم أمامه. ولهذا السبب نجد أغلب الأنبياء والأولياء وأصحاب الكرامات(الكواجك) قد امتنعوا في فترات زمنية مختلفة من حياتهم أو أن القسم منه قد امتنعوا عن أكل اللحم طوال حياتهم.
و صوم(خدرـ لياس)هي فريضة على كل شخص أيزيدي وعليه أن يصوم الأيام الثلاثة من هذا الصوم لأنه واجب ديني مقدس. ولكن في هذه الأيام، وفي الزمن الذي نعيشه الآن، نجد القلة من الناس يصومون هذا الصوم، فنرى أن قسما من الناس يصوم يوما واحدا بدلا من ثلاثة أيام، والقسم الآخر لا يصوم هذه الصيام أطلاقا. ولكن في الماضي كان المجتمع الايزيدي يصوم هذه الأيام الثلاثة في صوم (خدرـ لياس)وكان يؤدي الواجب الديني المقدس عليه. وفي السبعينات من القرن الماضي(العشرين) الأولاد وفي عمر ثمان(8)سنوات وأكثر يصومون يوما واحدا من صوم (خدرـ الياس). والكبار كانوا يصومون الأيام الثلاثة. وأيضا أن الشخص الذي كان أسمه الياس(لياس) أو خضر(خدر) كان عليه أن يصوم الأيام الثلاثة ، حتى وأن كان ذلك الشخص طفلا. وفي هذه الحالة أن والد أو والدة الطفل أو احد من أفراد هذه العائلة كان يصوم نيابة عن طفلهم الصغير، الأيام الثلاثة تقديرا لهذين الاسمين(خدرـ الياس).وما لهما من مكانة مقدسة في نفس وروح الإنسان الايزيدي وفي فكر وفلسفة ديانته.
وهناك طريقة خاصة في صوم (خدرـ لياس)وهي طريقة طوي الصوم. لمن يرغب ويحب أن يصوم هذه الصيام ويرى في نفسه ذالك القدرة والصبر. وأن الكثير من الناس من هذه الديانة من الرجال والنساء قد صاموا هذا الصوم في ثلاثة أيام متتالية بطريقة(طوي الصوم) من دون أكل وشراب خلال فترة الصوم المتكونة من ثلاثة أيام، من اليوم الأول من الصوم و يبدأ في سحور يوم الاثنين وهي بداية أول يوم في صوم(خدرــ لياس)والى فجر يوم العيد (الخميس)ويسمون الايزيديون هذه الطريقة بـ (طوي الصوم). أي يأكل الشخص القائم للصوم بهذه الطريقة في اليوم الأول من الصوم ويمتنع عن الأكل والشراب في ثلاثة أيام متتالية وهي(الاثنين ــ الثلاثاء ــ الأربعاء) ولا يأكل ولا يشرب خلال هذه الأيام الثلاثة ليلا ونهارا، ومدتها (72) ساعة متتالية لا يأكل ولا يشرب فيها. إلى أن يفطر في نهاية الصوم في اليوم الأخير(الأربعاء) وانقضاء الليل وفي صباح(فجر) يوم الخميس يوم عيد صوم(خدر والياس). وطريقة طوي الصوم يرتبط بهذه الصيام فقط في الديانة ولدى المجتمع الايزيدي، والكثيرين من أبناء هذه الديانة صاموا هذه الصيام بطريقة طوي الصوم رضي الله الأعظم.. عنهم جميعا وبارك الله..في ذويهم. هذه كانت إرادة وأيمان وعبادة الانسان الايزيدي وتقدسيه لروح النبي(خدرـ لياس) ونحو الخالق الذي قدرهما الله..هكذا كان يعاني ويكافح المجتمع الايزيدي في المحافظة على أيمانه المطلق بديانته وأنهم حملوا طريقة ديانتهم ومجتمعهم وواجهوا كل التحديات عبر آلاف السنين والى يومنا هذا.
في هذا الصوم تقوم العائلة الايزيدية بقلي الحنطة والشعير والحمص والباقلاء مع بذور أخرى بنسب مختلفة وحسب حاجتها وتسمى هذه الحبوب بعد قليها بـ(قه لاتك) وهي كلمة ومصطلح كوردي تعني حرق تلك الحبوب أو قليها الى درجة معينة ثم يطحن هذه الحبوب معا ليتكون الطحين(دقيق)يعرف لدى المجتمع الايزيدي(بيخون)وربما تعني هنا الكلمة اعتماد الانسان على النبات فقط في هذه الأيام، وبإضافة الدبس أو العسل الى ذالك المسحوق(الدقيق)المتكون من طحن تلك الحبوب المقلية المذكورة يصبح حلاوة عيد(خدرـ لياس)ويعمل على شكل كرات صغيرة على شكل البرتقال والتفاح أو حسب الطلب ويقدم الى الزوار والى العائلة في يوم الأربعاء ليلة العيد وفي يوم العيد(الخميس). وأيضا هناك أكلة خاصة يقدم العائلة الايزيدية في غداء يوم العيد وتسمى(جه رخوس) وهي عبارة عن برغل أو حبية مقلية الى درجة خفيفة ويقدم كطعام بعد طبخها في يوم العيد. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن أو يتبادر الى الأذهان لماذا تقوم العائلة الايزيدية بقلي أو حرق طعامها الى درجة معينة في يوم عيد(خدرـ لياس)؟ أنه تقليد قديم ربما تعود الى زمن النبي(خدرـ لياس)وربما أبعد من ذالك بكثير وهي بمثابة قتل النفس في الانسان وأحياء الروح وقد نجده ونقراه كثيرا في سيرة حياة الأنبياء والرسل في معاقبة النفس بطرق شتى، وإن ما تقوم بها العائلة الايزيدية هي نوع من معاقبة النفس والثناء والسجود لعظمة الخالق المتمثلة في روح النبي(خدرـ لياس)الذي قدرهم الله الأعظم وكرمهم من بين بني البشر، وأيضا أنها التقليد الذي يؤكد للإنسان الايزيدي بقيمة ما خلقه الله للإنسان من نعم متنوعة والفضائل في كوكب الأرض. وفي صباح يوم العيد يزور الناس المقامات والمزارات في القرية ويزورن البيوت ويتبادلون التهاني بمناسبة العيد وعودته كل عام بالخير والبركة على جميع الايزيدين وجميع الشعوب في الأرض. والقسم الأغلب من الرجال(الفلاحين)يذهبون الى حقولهم بكل ثقة وأيمان بما يقومون به في هذا العيد ويأخذون معهم(بيخون وجه رخوس)العيد ليرشوها على مزروعاتهم طلبا في الخير والبركة والرزق الحلال والدعاء الى الله الأعظم لتحقيق ذالك. (بيخون وجه رخوس)وهما مصطلحين كوردين تشيران الى الانسان وتوجيه وتحديد سيرته في الحياة وما يتعلق بالنفس ومغرياتها والسيطرة عليها، كلما زاد معرفته بهذا الكون وما يتضمنه وما يحيطه بها أنشاء الله.
أصدق الرؤيا والأحلام لدى المجتمع الايزيدي تكون في صوم وعيد(خدر لياس)والكثير من الناس قد أصدموا في تحقيق رؤيا هم، والكثير منهم قد فرحوا كثيرا ولم يصدقوا في تحقيق ما رأوا من أحلام في هذه الأيام، وأصدق الرؤيا هي رؤيا الأسحار وقد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعاتهم وحرفهم وأقدارهم وأديانهم فتكون لأحدهم رحمة وعلى الآخر نقمة وعذابا. وتأويل الرؤيا تختلف من دين الى آخر ومن مجتمع الى أخر، ونجد عند المجتمع الايزيدي أن الماء أو اللبن في الرؤيا هي الزواج أو الاستقرار والتستر وكذالك تعني أن ذالك الشخص ذو أيمان صادق في قوله وفي عمله وقد تأتيه الهداية والاستقرار. وأيضا إن شرب الماء في الحلم عند المجتمع الايزيدي هي شرب الحياة وبداية حياة جديدة لذالك الانسان وارتباط روحي يستمر بذالك الارتباط وينتج منها الحياة الأبدية.
والتفسيرات في تأويل الأشياء في الحلم كثيرة في المجتمع الايزيدي وفي كل المجتمعات وكل يفسر حسب معتقداتهم ووفق ما يرون لها من تفسيرات يطابق لها وما يؤمنون بها في الواقع الحياتي والطبيعي. وعيد(خدرـ ليس)لها علاقة وترابط متين في موسم الزراعة والإنبات في المجتمع الايزيدي حيث بحلول(خدرـ لياس)وأن موسم زراعة الحبوب قد أوشك على الانتهاء وأن(خدرـ لياس)يستدل على بداية سنة جديدة وفي هذا الصدد هناك مقولة(حكمة)ايزيدية تقول((خدر لياس وسال خلاس)) وتعني بقدوم عيد(خدرـ لياس)فأن حساب السنة قد أوشك على الانتهاء ولم تبقى من حساب هذه السنة إلا شيئا بسيطا، وأيضا تشير المقولة الى أن الانسان تحمل الكثير من العناء في فترة الشتاء والبرد القارص ونفاذ قوته فيها وأنه ينتظر التغير بقدوم العيد(خدر ـ لياس)أنها دلالة الى حياة جديدة وعمر جديد ورزق وفير في فترة الانقلاب الربيعي وانفتاح نفس الانسان نحو الحياة الجديدة، أنها جوهر الفلسفة الدينية الايزيدية عبر عشرات القرون في حساب السنة ودوران الفلك في أفلاكها في الكون العظيم.
ويتبين هنا أن أغلبية الكتاب الذين كتبوا عن الديانة الايزيدية تعارض كتاباتهم مع ما يتضمنه ويحتويه الأعياد الايزيدية من طقوس ومراسيم دينية. وكتبوا ما سمعوا ولم يسألوا أو يبحثوا عن حقيقة الديانة الايزيدية، وحددوا تاريخ هذه الديانة من فترة ظهور الشيخ عدي بن مسافر الهكاري(ع) بين المجتمع الايزيدي، وبالرغم من أن أكثر الكتاب قد كتبوا عن عيد(خدرـ لياس)في الديانة الايزيدية ولكنهم لم يكتبوا بصورة صحيحة وصادقة عن عيد النبي(خدرـ الياس) ولم يكتبوا كيف دخل أو وجد هذا العيد في الديانة الايزيدية؟ ولماذا يصوم المجتمع الايزيدي ثلاثة أيام لنبي(خدرـ لياس)؟ لوصلوا إلى الاستنتاج الهام والقاطع وهي أن الديانة الايزيدية تعود إلى فترة وعهود ما قبل ظهور الأديان السماوية. والكثيرين قالوا أن الأيزيديين ربما اقتبسوا هذا العيد من المسيحيين؟ وللإجابة على مثل هذا السؤال الذي لم يطرحه الكتاب في مؤلفاتهم عن الديانة الايزيدية؟ متى وكيف ظهر النبي(خدرـ الياس)؟ نقول لهم ألم يظهر النبي(خدرـ الياس)عليهما السلام قبل النبي عيسى(ع). وكان ذالك قبل ظهور الأديان السماوية في التاريخ أليست هذه هي الصورة المنطقية والصحيحة عن هذا العيد وأن ظهور هذا العيد في بدايتها كانت في الديانة الايزيدية . إذن أن الذي يبدو هنا أن الذين كانوا يمارسون هذا العيد كانوا في الأصل من هذه الديانة(الايزيدية) وقد أعتقوا الديانة المسيحية عند ظهورها وبقي هذا العيد لديهم الى يومنا هذا يمارسون طقوسها ومراسيمها مع بعض الاختلاف في ممارستها وفعاليتها في الديانة الايزيدية على عكس ما ذهبوا إليها أغلب الكتاب في كتبهم ومؤلفاتهم وتحليلاتهم الغير الصحيحة، وأن فترة ظهور النبي (خدرـ الياس) تعود إلى أكثر من (4000) سنة والأصدق العلم عند الله.
النبي(خدرـ لياس)أنهما الخالدان في هذه الدنيا فهما يحيا ما شاء الله... لهما أن يحيا.
المصادر:
(1) الأعياد والطقوس الدينية الايزيدية في الواقع الايزيدي.
(2) نحو معرفة حقيقة الديانة الايزيدية --------------------- د/ خليل جندي
(3) قصص الأنبياء. ----------------------------------- الإمام ابن كثير
(4) اليزيدية بقايا دين قديم -------------------------------- جورج حبيب
قاسم مرزا الجندي
10/2/2010الخميس

0 التعليقات:

.:: ترجم المدونة ::.

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

الكاتب

آخر المواضيع

تجد هنا أرشيف

البوم الصور

المتواجدين حاليا

توقيت بغداد